مقالات

مكاوي الملك ‏✒️ السودان يفجّر المفاجأة: ‌الإمـ ـارات دولة عدوان والطاولة انقلبت


‏حين انقلب السحر على الساحر: كيف ورّط ‌ السودان⁩ دويلة الإمارات قانونياً وسياسياً وأغلق أمامها أبواب الهروب؟

‏في واحدة من أذكى المناورات الدبلوماسية والسياسية في ملف الحرب السودانية ..فاجأ السودان الجميع بخطوة جريئة ومدروسة: إعلان دولة الإمارات “دولة عدوان” وقطع العلاقات الدبلوماسية معها
‏للوهلة الأولى..قد يظن البعض أن حكومتنا قامت بخطوة تصعيدية عاطفية..لكن التدقيق في التوقيت..والمآلات القانونية والسياسية كما ذكرنا مراراً ..يُظهر أن السودان لم يُخطئ الحساب..بل وجّه ضربة استراتيجية للإمارات على رقعة الشطرنج الدولية

‏الإمارات ظنّت أنها نجت… لكنها دخلت الفخ

‏بعد أن أحالت حكومتنا ملف دعم الإمارات لمليشيا الدعم السريع إلى محكمة العدل الدولية..تحركت أبوظبي بثقلها لتجنب أي إدانة مباشرة..وسعت إلى تجميد المسار القانوني وامتصاص الصدمة إعلامياً
‏لكن السودان لم يكن يراهن على المحكمة وحدها..بل رسم خطة أوسع وأعمق

‏“دولة عدوان”: توصيف قانوني قبل أن يكون سياسياً

‏إعلان السودان أن الإمارات “دولة عدوان” ليس مجرد تصعيد لفظي..بل توصيف قانوني يحمل تبعات خطيرة وفي توقيت قاتل :
‏•يسمح للسودان باتهام الإمارات رسميًا أمام المجتمع الدولي بدعم مليشيا متمردة تنفذ عمليات إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية
‏•يُخرج الإمارات من خانة “الوسيط” أو “الداعم الإنساني” ويضعها مباشرة في خانة المجرم والشريك في الجريمة
‏•يؤسس لإمكانية التحرك أمام مجلس الأمن..أو تفعيل قوانين العقوبات الدولية ضد دولة تموّل الحرب، وليس مجرد طرف خارجي

‏قطع العلاقات: تحييد سياسي وفضح أمام الرأي العام

‏السودان لم يكتفِ بالتصعيد القانوني..بل تبع ذلك بقرار سيادي حاسم: قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات
‏بهذا القرار:
‏•أُسقط القناع عن الدور الإماراتي في السودان..من تمويل وتسليح المليشيا..إلى تهريب المرتزقة والسلاح عبر دول الجوار
‏•أُحبطت كل محاولات الإمارات للعودة إلى المشهد بمظهر “الوسيط” في أي مفاوضات مستقبلية
‏•تم إخراجها رسميًا من أي معادلة سياسية تخص السودان..وأُعلن للعالم أن “الإمارات طرف في العدوان..وليست جهة محايدة”

‏فأين ستذهب الإمارات؟ الخيارات تضيق:
‏1.محكمة العدل الدولية؟
‏السودان سحب موافقته الضمنية على اختصاص المحكمة في هذا النزاع..ولا يمكن للإمارات مقاضاته الآن إلا بموافقته…أو بقرار من مجلس الأمن… وهيهات!
‏2.مجلس الأمن؟
‏حتى لو لجأت الإمارات إلى مجلس الأمن..فإن السودان يمتلك اليوم أدلة دامغة وتحالفات جديدة..خصوصاً بعد أن فقدت الإمارات مصداقيتها في ملفات عديدة
‏3.الجامعة العربية أو الاتحاد الإفريقي؟
‏الإمارات باتت طرفًا غير مرغوب فيه..وموقف السودان المدعوم بشعبه ووثائقه القانونية يجعله أقوى في هذه المنابر

‏حتى المسيرات لن تنقذها

‏في لحظة انهيارها الأخلاقي والسياسي والقانوني..لم تجد الإمارات وسيلة للرد سوى محاولة الضغط بالطائرات المسيّرة
‏لكن الرسالة واضحة: المسيرات لن تنقذكم بعد أن غرقتم في وحل الجريمة..ولن تمنحكم مخرجاً من المأزق الذي صنعتموه بأيديكم
‏الواقع الجديد فرض نفسه..ومحاولات التخويف أو التصعيد لن تُعيد عقارب الساعة إلى الوراء
‏فالسودان لم يعد يراوغ… بل يواجه..ويقلب المعادلة بثقة وشجاعة

‏السودان في موقف هجومي لأول مرة

‏لأول مرة منذ بداية الحرب..ينتقل السودان من موقع الدفاع إلى الهجوم
‏بعد عامين من المعاناة والجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع..الممولة من أبوظبي..ها هو السودان يضرب الخصم في نقطة ضعفه: الشرعية الدولية

‏والأهم من ذلك..أنه لم يُعطِ للإمارات فرصة الرد ضمن الإطار الذي تحب أن تلعب فيه — المؤتمرات والمبادرات والضغوط الناعمة — بل أجبرها على الوقوف في الزاوية..أمام العالم، كـ”دولة مارقة” تدعم مليشيا ترتكب جرائم إبادة

‏خاتمة: السحر انقلب على الساحر

‏من أراد استخدام أدوات القانون الدولي كسلاح للمراوغة..فوجئ بأنها صارت فخًا ينقلب عليه
‏ومن ظن أن المال وحده يشتري المواقف.. اصطدم بدولة قررت الدفاع عن كرامتها حتى الرمق الأخير

‏نعم..السودان لعب بالإمارات… وقلب الطاولة..
‏والأيام القادمة ستكشف أن من ظنّ نفسه محصنًا..هو من بات محاصرًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى