لن نبرر تأخير الهجوم—ولن نسيء لقواتنا … مكاوي الملك

لكن سنكشف الحقيقة كما هي، بكل شجاعة ووضوح:
لا تسألوا الجيش لماذا تأخر الهجوم ، بل اسألوا أنفسكم: كيف صمد هذا الجيش عامًا كاملًا في الدفاع واستنزاف العدو قبل تطهير محاور الوسط ، وهو يقاتل بموارد دولة منهوبة، ومقدرات مدمرة، ودعم خارجي لا ينقطع لعدوه؟!
نسمع الغضب… ونفهمه ، بل نحمله معكم
غضبكم بعد مجازر زمزم، وبعد كل لحظة ينتظر فيها الأبطال المدد، هو غضبنا جميعًا
لكن قبل أن نحكم، دعونا نقرأ المعركة بعيون أوسع من الميدان…
الجيش لم يتأخر لأنه عاجز، ولا عبثًا… بل لأنه يقاتل في أخطر معركة عرفها الوطن منذ الاستقلال:
– دولة منهوبة
– مليشيا مدعومة من الإمارات جوًا وبحرًا وبرًا
– أسلحة أمريكية متطورة ومنظومات دفاعية حديثة أُدخلت مؤخرًا لتعطيل الطيران
– مليارات تُدفع لشراء الذمم، وتحييد الدول، ومنع تسليح الجيش
ورغم كل ذلك… صمد الجيش عامًا كاملًا، استنزف العدو، درّب المقاتلين، أعاد بناء القوة… ثم بدأ الهجوم الشامل في الوسط بعد سنة من الحرب، وحرر ولايات تفوق مساحتها ألف كيلومتر مربع، من سنار مرورًا بالجزيرة والنيل الأبيض إلى الخرطوم، وفك حصار الأبيض، والتحم في الدلنج، ضمن عملية هجومية شاملة خلال سبعة أشهر فقط… بعد دفاع شرس واستنزاف طويل
فهل بعد كل ذلك يُقال إن الجيش يتأخر؟!
ما يحدث الآن في محاور دارفور وكردفان ليس تراجعًا، بل إعداد لما هو أعظم…
الجيش يضع لمساته الأخيرة على محرقة الغرب…
الأبطال متمركزون في نقاط استراتيجية، ينتظرون ساعة الصفر، وسلاح الجو في حالة تأهب كامل…
المعركة ليست ضد مليشيا فقط، بل ضد مخطط إماراتي ضخم، تدفقت خلاله الأسلحة والذخائر والمسيّرات والمرتزقة عبر جسر جوي لا يتوقف إلى دارفور حتى اللحظة…
والجيش – بعقلانية القائد، لا بعاطفة الغاضب – يعلم أن أي هجوم غير محسوب، سيدفع المدنيون ثمنه أولًا، وتُجهض المعركة قبل أن تبدأ
نعم، تألمنا جميعًا لمجازر زمزم، نسأل الله أن يتقبل شهداءها،
لكننا نعلم أن الرد لن يكون عاطفيًا… بل ساحقًا شاملًا بإذن الله
نعم… توقفت الضربات الجوية مؤقتًا، ولكنها لم تُلغَ
نعم… المتحركات البرية تمركزت، ولكنها لم تتراجع
نعم، هناك وجع… ولكن هناك ما هو أعظم يُحضَّر الآن
فكما سُحقت المليشيا في الوسط، ستُباد في الغرب.
ولكن الهجوم هناك يحتاج دقة، لأنه معقل المرتزقة، وحواضن الخيانة
إن كنتم غاضبين… فصبّوا غضبكم على العدو، لا على من يضحّي لأجلكم.
وإن كنتم حزانى… فاجعلوا دعاءكم وقودًا لصواريخ الطيران وخطى المقاتلين.
وإن كنتم شاكين… فتذكّروا: شككتم في معارك الوسط، ثم عدتم تصفقون للنصر!
نُعيدها كما قلناها من قبل في الجزيرة وسنار والخرطوم:
اطمئنوا… القادم نار تقتلع جذور المليشيا
ألم تتذكروا كيف شكّك البعض في قدرة الجيش على تحرير الخرطوم؟
ثم عادوا يحتفلون مع أول طلقة حرّرت قلب الوطن!
اليوم نُعيد نفس النداء:
اصبروا قليلاً… فما يُجهَّز لمحاور دارفور وكردفان، سيكون أعنف مما تتخيلون
الرد لن يكون فقط ثأريًا… بل استراتيجيًا. لن يُترك مرتزق ولا خائن على تراب هذه الأرض
لكم الحق أن تغضبوا… ولكن لا توجهوا غضبكم نحو من يدفع روحه ثمنًا لبقاء هذا الوطن
ادعموا الأبطال… بدعائكم، بصبركم، بصوتكم، بثقتكم
فهم لم يخونوا، لم يهربوا، لم يساوموا، لم يبيعوا البلاد
هذا جيشكم… هو من تبقّى بينكم وبين العبودية.
والنصر قادم… قادم لا محالة بإذن الله
مكاوي الملك